حقيقة إسقاط النظام الإيراني!
تعيش منطقة الشرق الأوسط أجواء متوترة جداً، البعض يرى ويؤكد أنها حرب طاحنة قادمة لا محالة، فالقوات الأميركية بطائراتها وسفنها الحربية تنتشر في مياه الخليج العربي، ودول المنطقة ترفع من جاهزيتها لهذه الحرب المتخيلة إن وقعت، بعض من يؤمنون بنظرية المؤامرة يرون أن أميركا لن تحارب نيابة عن الغير وتعمل على إسقاط النظام الإيراني، بل يرى هؤلاء أن القضية هي تجارية وتحقيق مصالح لأميركا من الجميع، فالنظام الإيراني ومنذ وجوده وحتى أيام نظام الشاه يعمل ويحاول أن يسيطر على منطقة حيوية للعالم، ذلك الطموح خلق حالة من التوتر لا تزال مستمرة حتى اليوم، ولو أن الآلية اختلفت الآن فالنظام في طهران يدّعي محاربة الغرب وإسرائيل ويطلق على أميركا «الشيطان الأكبر»، وحالة التجييش في الداخل منذ قيام الثورة الإيرانية تعتمد على هذا العدو الخارجي المتخيل، فهل بالفعل إيران تعادي الغرب، خاصة أميركا؟ وهل يوجد بينهما تنسيق وحب في الخفاء كما يعتقد البعض، وأن المستهدف في النهاية هي المنطقة العربية بشعوبها وأنظمتها؟
أستغرب جداً من حالة البكائية والحسرة التي يعبّر عنها النظام الإيراني بعد انسحاب أميركا من الاتفاق النووي، فإذا كنتم تعتقدون أنه الشيطان الأكبر وعدوكم الأول فلماذا هذه الحسرة على مغادرة حضنه الدافئ؟!
الغريب أن إيران التي يتخوف البعض من سقوط نظامها السياسي تعمل في مشاريع وكأنها منسّقة ومنظمة مع قوى عالمية لإسقاط الأنظمة العربية وخلق حالة من الفوضى التي يحذّر الغرب من أنها خطرة إذا وجدت في إيران نفسها، لكن يبدو أن العمر الافتراضي لوظيفة النظام الإيراني في شرذمة وتقسيم شعوب المنطقة انتهت وأدت غرضها، وأتى الدور عليها للتخلص منها.
البعض يرى أن نظام الملالي في إيران أذكى من نظام صدام حسين في مجابهة الغرب، وقد يكون ذلك من وجهة نظري في قضية المناورة السياسية وتقسيم الأدوار بين سياسيي النظام هناك، ولكن التشابه هو في قضية استعراض القوة وملايين الجنود لتلك الأنظمة والتي تتلاشى إلى أصفار إذا حانت ساعة الصفر. نقلا عن الحياة
لا يوجد تعليقات